موقع معروف

النشرة القانونية

للاشتراك مجانًا بخدمة الأخبار القانونية التي تقدمها شبكة المحامين العرب، ومتابعة أهم الأخبار القانونية اليومية ، ارسل كلمة " اشترك - الإمارات " أو "Subscribe - uae" على الرقم التالي ثم اضف رقم الخدمة بقائمة جهات الإتصال لديكم

  أستعراض تاريخيًا   19/05/2009 التوصية باستراتيجية وطنية لتحصين الأحداث

جريدة البيان 19 مايو 2009 ، 24 جمادى الأولى 1430هـ، العدد 10562

مؤتمر «البيان» يسلط الضوء على مشكلتي المخدرات وجنوح الأحداث
 التوصية باستراتيجية وطنية لتحصين الأحداث

سلط مؤتمر «البيان» السنوي الذي عقد يوم الأول من أمس الضوء على مشكلتي المخدرات وجنوح الأحداث من خلال مشاركة عدد من المتخصصين والخبراء تقدموا بدراسات عن وضع تلك المشكلتين في المجتمع الإماراتي حيث أوصى الدكتور محمد مراد عبد الله مدير مركز دعم اتخاذ القرار بدبي في ورقة عمله التي قدمها الأهالي المقيمين والمواطنين على أرض الدولة بضرورة الحذر على أبنائهم من المخدرات التي بدأت تنتشر بشكل واسع على المستويين العالمي والمحلي، مشيرا إلى أن إحصاءات وزارة الداخلية الإماراتية أظهرت بأنه تم القبض في شهر مارس الماضي على 466 شخصاً تورطوا في قضايا المخدرات في الدولة بمتوسط يومي قدره 15 شخصاً.
وقال إن مشكلة المخدرات تعد إحدى أخطر المشكلات التي تواجه غالبية دول العالم، فالمخدرات تدمر الشباب، وتفكك الأسر، وتستنزف الأموال، وتدمر الاقتصاديات، وأن الولايات المتحدة الأميركية تستهلك سنوياً مخدرات تفوق قيمتها ثلاثة أضعاف ما تنفقه على مرافق الأمن فيها. وأوضح بأن حجم تجارة المخدرات في العالم تصل لـ 600 مليار دولار سنوياً، وهو مبلغ يفوق مجموع الناتج القومي لحوالي 90% من دول العالم، وأن المخدرات هي ثالث أكبر تجارة في العالم بعد السلاح والبترول. وتستهلك الولايات المتحدة الأميركية بمفردها ثلث هذه التجارة، ويقدر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات عدد المدمنين في العالم بحوالي 6 .4% من الأشخاص في سن العمل، أي أن عدد المدمنين يتراوح ما بين 200 إلى 220 مليون شخص، في حين يقدر عدد المتعاطين لمختلف أنواع المخدرات بحوالي 800 مليون شخص.
10 ملايين مدمن عربي... وقال د. مراد إن نسبة المدمنين الذين ينتمون للعالم العربي بحسب القائمين على حملة «حماية» للتوعية من أخطار المخدرات تقدر بحوالي 5% من جملة المدمنين على مستوى العالم، أي ما يقرب من 10 ملايين مدمن. وبين بأن الإحصاءات المحلية تشير إلى تزايد عدد المتورطين في قضايا المخدرات بمختلف أنواعها، وأن نسبة المواطنين من جملة المقبوض عليهم تزداد على الدوام، وبعد أن كانت هذه النسبة تتركز في جرائم التعاطي والحيازة، فإنها بدأت في الظهور والزيادة في حجم الاتجار والترويج، موضحا بأنه في عام 2007 تم القبض على 430 مواطناً تورطوا في قضايا المخدرات، يمثلون 7 .24% من جملة المقبوض عليهم في هذه النوعية من الجرائم.
وقال إن كثيراً من الخبراء يقدرون عدد المتعاطين الحقيقيين بحوالي عشرة إلى عشرين ضعفاً عن عدد المقبوض عليهم. وتناولت ورقة الدكتور عبد الله الإنحراف عند الأحداث وأسبابه وطرق الوقاية منه، وأوضح بأن الأسباب المؤدية إلى انحراف الأحداث بصفة عامة، هي التفكك الأسري، سوء التربية، سوء علاقة الأب بالطفل، الحرمان، انخفاض الذكاء، انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي، الوراثة السيئة «تأثير العوامل الموروثة»، عدم اتزان الشخصية، «الشللية» الضارة، وسائل الإعلام «خاصة التلفزيون والفيديو»، وقت الفراغ، الألعاب الالكترونية، السفر للخارج بدون صحبة الأهل، والتجارب الجنسية المبكرة.
 الأحداث والمخدرات
 قال د. مراد أنه لا توجد أية تقديرات لعدد الأحداث الذين يتعاطون المخدرات في دولة الإمارات، كما أن عدد الأحداث المقبوض عليهم بتهمتي تعاطي أو حيازة المخدرات لم يتجاوز 27 حدثاً عام 2007، وهو عدد لا يدل بحال عن الحجم الحقيقي للمشكلة، وتقدر بعض الدراسات في مصر نسبة طلبة وطالبات الجامعات الذين يتعاطون المخدرات بحوالي 20؟ وهي نسبة مخيفة بكافة المقاييس.
 وتشير التقديرات الإحصائية إلى انه يتوقع أن يبلغ عدد الأحداث المقبوض عليهم في جرائم المخدرات في الدولة بنهاية عام 2009م ما يقرب 55 حدثاً، وأن عدد الأحداث الذين يدخلون دائرة التعاطي كل عام يقدر بحوالي 1100 حدث بمتوسط قدره ثلاثة أحداث يومياً، بمعنى أنه صباح كل يوم هناك ثلاثة أحداث يتعاطون المخدرات للمرة الأولى.
 انجراف الحدث للمخدرات
 وتشير الدراسات إلى أن الحدث يكون عرضة لتعاطي المخدرات وللإدمان عليها حين يقع تحت تأثير عدد من الظروف، أهمها: أن يكون جاهلاً بمخاطر تعاطي المخدرات، وأن يحاط بمجموعة من أصدقاء السوء، وأن يكون غير راضٍ عن نوعية حياته، وأن تكون شخصيته ضعيفة وينقاد بسهولة للآخرين، وأن يعيش في بيئة غير مناسبة وأسر مفككة، وأن تتوافر المخدرات ويكون من السهل الحصول عليها بسعر مناسب.
 وأشار إلى أنه يستخلص من الدراسات القليلة التي تناولت موضوع تعاطي الأحداث للمخدرات في دولة الإمارات بأن التدخين المبكر يمثل أهم ملامح انحراف الأحداث والمدخل المؤدي إلى تعاطي المخدرات في الوقت اللاحق، وأن تدخين السجائر واستنشاق الغاز يبدأ من خلال المرحلة العمرية 10 إلى 12 عاماً، والخطوة التالية تكون شرب البيرة، وأن غالبية من يجمع بين تدخين السجائر أو استنشاق الغاز وشرب البيرة ينتقلون بسرعة إلى مرحلة تعاطي المخدرات.
92 من المتعاطين بدؤوا بالتدخين
وقال تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 92% ممن يتعاطون المخدرات سبق لهم التدخين، وأن أصدقاء السوء يكون لهم التأثير الأساسي في دفع الأحداث نحو دائرة التعاطي، وأن ما بين 75% إلى 92% يتعاطون المخدرات للمرة الأولى من خلال أصدقائهم وأن في الغالب لا يتقاضون منهم ثمن هذه المخدرات، وأن الغالبية الساحقة من الأحداث المدمنين ينتمون إلى أسرة متصدعة، وأن أخطر الأعمار التي يبتدئ فيها تعاطي الحدث للمخدرات هي سن البلوغ التي تدور حول سن الخامسة عشرة.
الخدم والأحداث والمخدرات
وقال إن الخدم والسائقين الذي يعملون في المنازل يشكلون حوالي 2 .10% من الأشخاص الذين يقدمون المخدرات للأحداث الذين تعاطوا المخدرات للمرة الأولى.
وذكر بأن الفضول وحب الاستطلاع يمثلان الدافع الأول لتعاطي الأحداث للمخدرات، حيث يمثل هذا الدافع ما يقرب من 44% من جملة الدوافع الأخرى، وأن نسبة كبيرة تصل إلى 81% من الأحداث الذين يتناولون المخدرات للمرة الأولى لا يتناولونها لاحقا، وهو الأمر الذي يبرز أهمية التوعية والردع في آن واحد، وأن نسبة كبيرة تصل إلى 3 .61% من المدمنين بدأوا تعاطيهم للمخدرات للمرة الأولى، وهم في سن يقل عن 18 سنة.
وقال إن التعاطي الأولي للمخدرات يكون إما تدخين سجائر مخلوطة بالمارجوانا أو تناول الحبوب المخدرة أو الاثنين معاً، وقد أظهرت إحدى الدراسات المتخصصة بأن 1 .75% من المتعاطين تعاطوا الحشيش المخلوط بالتبغ عند تناولهم المخدرات للمرة الأولى، وينتقل الحدث المتعاطي من الحشيش والحبوب المخدرة إلى المورفين ثم في النهاية إلى الهيروين، بعد أن يتخطى سن الحداثة وأن تعاطي الكوكايين من النادر حدوثه بين الأحداث في دولة الإمارات.
وأشار إلى أن الفضول وحب الاستطلاع يمثلان الدافع الأول لتعاطي الأحداث للمخدرات، حيث يمثل هذا الدافع ما يقرب من 44% من جملة الدوافع الأخرى، وقال إن الأحداث الذين تناولوا المخدرات للمرة الأولى واستمروا في هذا الاتجاه غالبا ما يتناولون الجرعة الثانية خلال 48 ساعة من وقت تناولهم للجرعة الأولى، ولا شك أن عدم اكتشاف الأهل للتغيرات التي تطرأ على الابن عند تناوله الجرعة الأولى يجعل الأمر وخيما على كل من الأسرة والابن الذي لديه استعداد للانحراف، وأن أغلب أسر الأحداث الذين يتعاطون المخدرات لاحظت التغيرات الفجائية التي طرأت على أبنائهم نتيجة تعاطيهم للمخدرات، ولكن دون وعي أو معرفة لسبب هذه التغيرات.
وقال في ورقته «لا شك أن توعية الأسر والمدرسين بهذه العلامات وبتطورها يمكن من التدخل المبكر لإنقاذ الحدث الذي تورط في تعاطي المخدرات، حيث يسهل إخراجه من هذه الدائرة قبل استفحالها، وأن مساندة الأهل للحدث وتشجيعهم له وحثه على الخروج من دائرة الإدمان تعتبر عاملا أساسياً وحاسماً لتحقيق ذلك».
توصيات للوقاية من المخدرات
وذكر د. مراد بأنه لا بد من مناشدة الجهات البحثية المعنية ضرورة إجراء دراسة مسحية للأحداث من سن 10 سنوات، حتى أقل من 18 سنة ذكورا وإناثا للتعرف على حجم المشكلة، وعلى الأبعاد الحقيقية لتدخين السجائر وتعاطي المخدرات داخل الدولة، باعتبار أن ذلك يعد المدخل الضروري لمواجهة هذا الخطر المستطير.
وضرورة وضع استراتيجية وطنية متكاملة لتحصين الأحداث تحصينا ذاتيا معتمداً علي ترسيخ مبادئ الدين الإسلامي الحنيف باعتبار أن ذلك هو أصلب حلقات صد الهجمة الشرسة للمؤثرات الخارجية التي صعب حجبها ومنها الانترنت ومواقع أفلام الفيديو على الشبكة العنكبوتية والفضائيات الهابطة.
وحث المدارس على عدم رفض استقبال المتأخرين من الطلبة عن موعد الحضور المحدد والبحث عن أسلوب تربوي بديل، ودعوة الأسر إلى عدم طرد الأبناء المنحرفين من المنازل، لأن نتائج هذا التصرف تكون وخيمة، ولا تحقق الردع المأمول بل تأتي بنتائج عكسية. ودعا رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني إلى مساندة برنامج التربية الأمنية الذي تتبناه شرطة دبي، والعمل على توسيعه ليشمل الصفوف النهائية للمرحلة الابتدائية، باعتبار أن سن الانحراف تراجع إلى سن العاشرة.
ولفت انتباه الجهات المعنية إلى الخطورة المتصاعدة لشبكة المعلومات العنكبوتية «الانترنت» على الأحداث، وتأييد الحملة التي يخطط لها الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، للتوعية من أخطار مواقع أفلام الفيديو والنوادي الحوارية لما لبعض ما تحتويه من تأثير بالغ الخطورة على الأحداث.
لإضافة إلى إعداد برامج خاصة لتوعية الآباء وخاصة الأمهات، لتمكينهم من التعرف على علامات تعاطي الأبناء للمخدرات، وكيفية إبعاد أبنائهم عن أصدقاء السوء، حتى يتسني التدخل المبكر الكابح لانحرافهم، وردهم للطريق القويم، ومناشدة السينمائيين تجنب إظهار متعاطي المخدرات في صورة الأشخاص السعداء المنتشين بالبهجة والمرح، لأن ذلك يعزز الرغبة في التعاطي لدى المشاهدين من الأحداث صغار السن الذي لديهم الرغبة الدفينة لمحاكمة النجوم الذين يعجبون بهم.
أسباب ازدياد المشكلة
وقال الدكتور عبد الله إن شهوة الحصول على الأرباح الخيالية والإثراء السريع، تجعل تجار المخدرات يستميتون لترويج سمومهم وتوسيع تجارتهم، مهما كانت المخاطر التي تواجههم، وأيا كانت العقوبات التي تنتظرهم، مضيفا أنه على الرغم من أن معظم دول العالم ومنها دولة الإمارات قررت عقوبة الإعدام على الاتجار في المخدرات، إلا أن هذه التجارة مازالت منتشرة ومزدهرة، وما زال ضحاياها يتزايدون ويتساقطون في مختلف بلدان العالم.
ويرجع ذلك إلى أن الطلب على المخدرات يتوقف على عدد من العوالم التي يصعب التأثير فيها والتي منها، تنوع أشكال وأصناف المخدرات المطروحة في السوق، ذلك أنه كلما تنوع المنتج النهائي من سلعة معينة، زادت قدرتها على إشباع وإرضاء أذواق أكبر عدد من المستهلكين، ورسوخ الاعتقاد بالمنافع التي تشبعها المخدرات، كالاعتقاد بأنها تجلب النشوة والسعادة، وتفجر الطاقات الإبداعية الكامنة، وتقلل الإحساس بالألم وبالهموم، وتقوي الطاقة الجنسية، وتزيد القدرة الجسمانية على التحمل، إضافة للاستعداد الشخصي والميل للانحراف.
يذكر أن مؤشر الوعي العام من أضرار المخدرات رغم ارتفاعه من 20% عام 2000 إلى 75% عام 2008 وهو الأمر الذي يعكس زيادة الوعي بأخطار المخدرات، فإن أعداد المتعاطين ووطأة مشكلة المخدرات تزداد حدتها في أغلب دول العالم.
الأسباب الدولية لتضاعف المشكلة
وقال إن هناك أسبابا دولية لتضاعف مشكلة المخدرات منها ضعف التعاون الدولي في مجال المكافحة، تعاظم نفوذ وتعاون عصابات الجريمة المنظمة، انهيار الكتلة الشرقية وتفكك الامبراطورية السوفييتية، الاضطرابات السياسية في الدول المنتجة للمخدرات، الاتجاه الانحلالي للشباب وضعف المكابح الأخلاقية، انتشار الفساد السياسي في العديد من دول العالم، وقيام جماعات سياسية بالاتجار في المخدرات لتمويل عملياتها وأنشطتها، وترويج المخدرات وسلوكيات التعاطي عبر الانترنت، الابتكار المتجدد في الإنتاج، خاصة في مجال الحبوب المخدرة.
العوامل الأسرية للانحراف
وقال د. مراد إن المتخصصين وجدوا أن أسر الأحداث المنحرفين تكون أكثر تفككا، وزواج الأم بعد طلاقها يبدو أكثر وطأة على نفسية الحدث من زواج الأب بأخرى، ومعدل الطلاق في أسر الأحداث المنحرفين يبلغ حوالي خمسة أضعاف المعدل السائد في أسر الأحداث الأسوياء، والأحداث المنحرفون أكثر شعورا بالنقص وأكثر استغراقا في أحلام اليقظة، وأن وفاة الأم في أسر الأحداث المنحرفين ضعف المعدل في أسر الأحداث الأسوياء.
وأضاف بأن أسر الأحداث المنحرفين تستخدم العقاب البدني بمعدلات تفوق بكثير المعدل المستخدم في أسر الأحداث الأسوياء، والتدخين المبكر واستنشاق الغاز وشرب البيرة والسرقة والاعتداء البدني على الأحداث الآخرين هي أبرز صور انحراف الأحداث.
وذكر بأن أعلى نسبة انحراف توجد في الفئة العمرية (15 ـ 18 سنة) ما يعني أن الظاهرة ترتبط بقوة بسن المراهقة، ويزيد معدل انحراف الأحداث بين الأبناء الذكور الأواسط، وأن البيوت التي تكون فيها السيطرة للنساء تزيد فيها معدلات انحراف الأحداث، وأن متوسط ذكاء الحدث المنحرف يكون عادة أقل من متوسط نظيره السوي، وأن متوسط عمر الأب في الأسر التي تضم أحداثاً منحرفين يكون أعلى من نظيره في أسر الأحداث الأسوياء.
وقال إن الإحساس بالدونية عند الأبناء الناجمين عن زواج الأب من امرأة أجنبية، خاصة ممن ينتمين إلى الجنسيات الآسيوية غير العربية أو للجنسيات العربية غير الخليجية، يعد أحد الأسباب القوية للانحراف، وأن أغلب أشكال الانحراف تتمثل في التدخين المبكر، وأعلى نسبة جناح تتركز في الاعتداء البدني على الآخرين والسرقة، حيث يشكلان معاً 8 .85% من جملة الجرائم التي ارتكبها الأحداث عام 2007، وأن معظم جرائم السرقات التي يرتكبها الأحداث تتم بدافع المغامرة، وتمثل انعكاساً للنزعة العدوانية، وليس الحاجة المادية.
وقال «نادراً ما ينحرف الحدث الذكر الذي يكون ترتيبه الأول أو الأخير في الأسر المواطنة، وغالباً ما يتركز الانحراف في الأبناء الأواسط، بعكس الحدث الأنثى، وغالباً ما تكون الأنثى الحدث المنحرفة تحتل الترتيب الأول بين إخوانها، وربما يرجع ذلك إلى تدليلها وضعف رقابة إخوانها الذكور الأصغر منها، وأن الأحداث المنحرفين أكثر كراهية للمدرسة وأقل ميلا للتعليم ومعظمهم فاشلون دراسياً، ويتكرر غيابهم ورسوبهم».
وذكر بأن الأحداث المنحرفين الذي يتم إيداعهم في المؤسسات الإصلاحية والذين يرفض آباؤهم زيارتهم خلال فترة إعادة تأهيلهم تكون استجابتهم للعلاج أبطأ واستعدادهم للارتداد أكبر، بينما الأحداث الذين تسمح أسرهم بمبيتهم خارج المنزل، سواء في رحلات للبر أو مخيمات أو المبيت لدى الأصدقاء ترتفع بينهم نسبة الانحراف، وقد لاحظت الباحثة سميحة هاشم محمد، في دراستها الميدانية حول «دوافع تعاطي المخدرات في إمارة دبي» أن غالبية الأسر الإماراتية، لا تمانع في مبيت أبنائها الذكور خارج منزل الأسرة، في الرحلات والمخيمات وهذا يشكل خطرا على الأحداث من تعلم الجنوح أو الانحراف.
كيف نكتشف الحدث المدمن؟
أشار مدير مركز دعم اتخاذ القرار إلى ضرورة توعية الآباء والأمهات والمدرسين بالعلامات الدالة على تعاطي المخدرات وإدمانها، وقال إن من أهم هذه العلامات هي، الانطوائية والانعزال عن الآخرين بصورة غير عادية، الإهمال وعدم الاهتمام أو العناية بالمظهر، الكسل الدائم والتثاؤب المستمر، شحوب الوجه والتعرق الزائد، ورعشة في الأطراف، فقدان الشهية والهزال والإمساك، الهياج والانفعال الشديد لأقل سبب، الإهمال الواضح في الأمور الذاتية، وعدم الانتظام في الدراسة أو العمل، ترك الهوايات الرياضية أو الثقافية، والانصراف عن متابعة التلفزيون، اللجوء إلى الكذب والحيل الخادعة للحصول على مزيد من المال، اختفاء أو سرقة بعض الأشياء الثمينة من المنزل دون اكتشاف السارق، حيث يلجأ الحدث المدمن إلى السرقة من أجل الحصول على المال اللازم لشراء المادة التي أصبح يدمنها. ولا يستطيع الاستغناء عنها أو خفض كمية استهلاكه منها.
أرقام
جدول يظهر ارتفاع عدد المقبوض عليهم بالتعاطي منذ عام 1990 وحتى 2007
 العام العدد
 1990 307 متعاطيين
 1995 بلغ عددهم 609 متعاطيين
 2000 بلغ عددهم 682 متعاطياً
 2005 بلغ عددهم 799 متعاطياً
 2007 بلغ عددهم 996 متعاطياً
 مؤشرات
 علامات انحراف الأحداث
ذكر د. مراد عبدالله بأن الحدث الذي يبدأ بمخالفة الأعراف والقيم والتقاليد السارية في المجتمع، والذي يعمد إلى تحدي الآخرين ولا يأبه باستنكارهم واستهجانهم لسلوكه، يتجه تدريجيا نحو اختراق حاجز القانون، وبالتالي يصبح جانحا في الصغر ومجرماً عند الكبر.
مؤكدا بأن علامات الانحراف تعد ذاتها مؤشرات للانزلاق نحو الإجرام، لذلك فانه من الأهمية بمكان التعرف على مقدمات الانحراف حتى يتسنى التدخل في الوقت المناسب ولوقف الاتجاه نحو الإجرام، وأهم سمات انحراف الأحداث يمكن حصرها بالعناد والكذب والتمرد على السلطة الأبوية والمدرسية، والميل إلى الظهور والاستعراض واختراع القصص الخيالية لإثارة اهتمام الآخرين، والشراسة في التعامل مع الأطفال الآخرين، أو الحيوانات الأليفة، الميل إلى التخريب وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الأموال، تحدي المدرسين وتعمد خرق الأنظمة المدرسية، التخلف الدراسي وكراهية المدرسة، الاهتمام الزائد بالنشاط الجنسي واللواطي، إظهار قليل من الندم أو عدم الشعور بالذنب تجاه سلوكه السيئ، الهروب من المنزل والمدرسة.
وأوضح بأن القاعدة الشرطية المعروفة أن الفرد لا يصبح مجرماً بين عشية وضحاها، وإنما الإجرام ينمو تدريجيا .

دبي ـ محمد زاهر

قانون رقم (9) لسنة 1976م في شأن الأحداث الجانحين والمشردين
مرسوم أميري رقم (16) لسنة 1968 بمنع تشغيل الأحداث الذين تقل أعمارهم عن أربع عشرة سنة في البلاد
قرار في شأن إنشاء دوائر جنايات وجنح خاصة بنظر جرائم الأحداث على مستوى الدولة
قرار وزاري في شأن تحديد الأعمال الخطرة أو المرهقة أو المضرة بالصحة التي يحظر تشغيل الأحداث فيها
قرار وزاري بتشكيل لجنة لتعديل القانون الاتحادي رقم (9) لسنة 1976م في شأن الأحداث الجانحين والمشردين
قرار وزاري رقم (5) لسنة 1981 في شأن تحديد الأعمال الخطرة أو المرهقة أو المضرة بالصحة التي يحظر تشغيل الأحداث فيها
قرار وزاري رقم (23) لسنة 1989م بتشكيل لجنة لتعديل القانون الاتحادي رقم (9) لسنة 1976م في شأن الأحداث الجانحين والمشردين
قرار وزاري بشأن استثناء بعض المؤسسات من بعض الأحكام المنصوص عليها في قانون تنظيم علاقات العمل الخاصة بتشغيل الأحداث والنساء
قرار وزاري رقم (47) لسنة 1980 بشأن استثناء بعض المؤسسات من بعض الأحكام المنصوص عليها في قانون تنظيم علاقات العمل الخاصة بتشغيل الأحداث والنساء
نيابة دبي تحذر من تزايد قضايا الأحداث صيفاً
بحث إمكان إنشاء محكمة خاصة بالأحداث في الشارقة
المعهد القضائي ينظم ندوة حول الإعلام وقضايا الأحداث
معهد التدريب القضائي ينظم ندوة حول مشكلات الأحداث
ورشة عمل في دبي توصي بتفعيل دور محاكم الأسرة والأحداث
الطلاق ودعاوى النفقة وانحراف الأحداث أبرز نتائج غلاء تكاليف المعيشة
ازدياد قضايا الأحداث المسجلة في عجمان حتى يونيو الماضي