موقع معروف

النشرة القانونية

للاشتراك مجانًا بخدمة الأخبار القانونية التي تقدمها شبكة المحامين العرب، ومتابعة أهم الأخبار القانونية اليومية ، ارسل كلمة " اشترك - الإمارات " أو "Subscribe - uae" على الرقم التالي ثم اضف رقم الخدمة بقائمة جهات الإتصال لديكم

  أستعراض تاريخيًا   12/06/2022 المهارات الناعمة.. ضمانة لوظائف المستقبل

جريدة البيان 12 ذو القعدة 1443هـ - 12 يونيو 2022م

المهارات الناعمة.. ضمانة لوظائف المستقبل

أكد أكاديميون ومختصون أن المهارات الناعمة، التي يتمثل أبرزها في التواصل، والتنظيم والتخطيط، والعمل ضمن الفريق، والتفكير الناقد، وإدارة الأزمات، تلعب دوراً كبيراً في تحديد نجاح الخريجين، والحصول على فرص عمل متميزة، مشيرين إلى أنه فيما كانت عمليات التوظيف أو الترقية في السابق تهتم بالخبرات المهنية والتخصصية، بدأ التوجه في بيئة العمل المعاصرة ينصب أكثر على المهارات الناعمة لمساهمتها الإيجابية في العمل والإنتاجية، وكفاءة الأداء وتحفيز الابتكار، داعين إلى تطوير مخرجات التعليم لتسليح الخريجين بهذه المهارات.
أفكار خلاقة
وأكد الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن مدير جامعة الوصل أن التعليم العالي له دور كبير في رفع سقف المهارات الناعمة في مخرجاته، حيث إن أسلوب التعليم الحالي والمواد الدراسية وطرق التدريس وبرامج التدريب ومحركات البحث وجودة ونوعية الطاقم الأكاديمي باتت مختلفة عن السابق، ولعل أهم الأسباب هو قدرتها على صقل المهارات الناعمة لدى الخريجين وإعدادهم لسوق العمل، حيث إن المهارات الناعمة تعرف بأنها المهارات والقدرات التي يمتلكها الخريج، والتي تسهم في تطوير ونجاح المؤسسة، التي ينتمي لها، خاصة المؤسسات التي تتعامل مع الجمهور وجهاً لوجه، ولعل أبرز هذه المهارات هي مهارة القدرة على إدارة وتمثيل المجموعة في العمل، والقدرة على تنفيذ الأدوار بفعالية، ومهارة المرونة وقدرة الفرد على استيعاب متطلبات بيئة العمل والتكيف معها، ومهارة التفكير الناقد وإصدار الأحكام على الأعمال، واستنتاج الحلول والأفكار الخلاقة، ومهارة إدارة الأزمات، ومهارة التفاوض.
وأضاف: إن مرحلة التعليم العالي مرحلة مهمة في حياة الطالب، وتمثل نقلة نوعية من مرحلة التلقي إلى مرحلة البحث والتفكير الناقد والإبداع والابتكار، وتصقل شخصية الطالب بمهارات تجعله أكثر وعياً وإدراكاً.
وأشار إلى ضرورة مواكبة التعليم العالي ومناهجه الأكاديمية والبحثية للتطور الحادث على المستوى المحلي والعالمي وتطوير مخرجاته، لتلبية احتياجات سوق العمل المتجددة، وبما يصقل شخصية الطالب وتنمية مهاراته، ليسهم بفاعلية في تنمية وبناء مجتمعه ونهضة دولته.
تغيرات متسارعة
بدوره قال الدكتور نورالدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة العين: إن الخريجين أمام تحديد كبير، حيث يشهد سوق العمل تغيرات متسارعة في ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة في بيئة الأعمال، التي باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، كما أن أساليب التوظيف في مختلف أنواعها أصبحت لا تهتم فقط بالخبرات المهنية للأفراد فحسب، حيث بدأ التوجه في بيئة العمل المعاصرة ينصب أكثر فأكثر على ما بات يسمى بالـ«المهارات الناعمة» باعتبارها ميزة ذات قيمة مضافة، يتمتع بها الفرد خارج نطاق تخصصه الوظيفي.
وأضاف الدكتور عطاطرة: إن هذه المهارات تشمل روح التعاون والعمل الجماعي ضمن فريق العمل، والإبداع مع التفكير خارج الصندوق، والتفكير النقدي، والقدرة على حل المشاكل والأزمات بكفاءة، والتواصل الفعال، ومهارات العرض والتقديم، والمرونة في التعامل مع مستجدات ومتغيرات بيئة العمل، والطموح للتعلم المستمر، مشيراً إلى أنه إذا كانت الخبرات العملية قد ساعدت صاحبها في الوصول إلى مقابلة عمل، فإن المهارات الناعمة هي الضوء الأخضر لحصول الفرد على هذا العمل.
علم النفس الصناعي
وقال الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي: إن طلبة الجامعات ليس فقط مطلوباً منهم إعداد مشاريع خاصة، وإنما أيضاً إعادة تكوين أنفسهم بشكل متواصل، لمواكبة التغيرات التكنولوجية، ومن هنا تبرز أهمية علم النفس الصناعي، لأن العديد من الناس سيكونون مضطرين للتعامل مع التكنولوجيا في مختلف الميادين، ما يتطلب نوعاً من المهارات الناعمة، التي تمكن صاحبها من التماشي مع التطور التكنولوجي المتسارع.
وشدد على ضرورة أن تعد الجامات برامج تعيد تكوين مهارات الطالب والخريج بشكل متواصل، من خلال التدريب الميداني على التكنولوجيا وتحديثاتها المستمرة، بحيث يصبح جزءاً من تطورها وليس تعلمها فقط.
وأوضح العساف أنه يجب أن يتحلى الطالب بروح العمل مع الفريق المؤلف من عدة جنسيات وأعراق، كما يفضل أن تتحلى الجامعات بهذا التنوع سواء في حرمها الجامعي أو مع شركائها، بحيث ينخرط الطالب مع هذا التنوع، ويكون جزءاً من العملية التعليمية، لافتاً إلى أن تعليم الطالب طريقة التفكير الناقد مهم جداً، بحيث لا يتقبل القضايا من دون تفكير، إلى جانب الابتعاد عن التعليم التقليدي أو التلقيني بمعنى أصح.
برامج تدريبية
من ناحيته قال الدكتور عصام الكردي رئيس جامعة العلمين الجديدة بمصر، إن المهارات الناعمة هي كل ما يتعلمه الطالب خارج برنامجه الدراسي مثل كيفية تقديم نفسه لسوق العمل، وما تعلمه من مهارات مثل استخدام الحاسب الآلي، وعمل وشرح العروض التوضيحية ومهارات البرمجة والتفاعل مع منصات التعلم الذاتي الدولية، التي تعرض العديد من البرامج التدريبية، التي تؤهل الشباب لفرص العمل المعتمدة على استخدام التكنولوجيا مثل عمل التطبيقات الإلكترونية على أجهزة التليفون، وكذلك تصميم الألعاب الإلكترونية والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء، وغيرها من وظائف الثورة الصناعية الرابعة والخامسة.
وأضاف: إنه من ضمن المهارات الهامة التي يجب على الطالب اكتسابها هي ريادة الأعمال وكيف يكون مبتكراً لأفكار جديدة وكيفية تطبيقها بالإضافة إلى تطبيق مبادئ الاستدامة الدائمة، التي أصبحت أحد الأهداف، التي تتبناها الدول المتقدمة.
وتابع: نظراً لأهمية هذه المهارات للشباب نتيجة التغير السريع في سوق العمل، لمواكبة التطور السريع في وظائف المستقبل فإن أغلب المؤسسات التعليمية تتيح العديد من البرامج والدورات لطلابها لإكسابهم معظم هذه المهارات مثل مراكز الإعداد والتأهيل الوظيفي ومراكز ريادة الأعمال ومراكز الابتكار.
وحول قياس مدى تعلم الشباب لهذه المهارات أوضح الدكتور الكردي أنه يمكن قياسها عن طريق خلق روح التنافسية وتطبيق ما تم تعلمه في صورة مشروعات، يتم تطبيقها وتقييم المخرجات.
أساليب مبتكرة
من جهته قال البروفيسور عمار كاكا رئيس جامعة هيريوت وات دبي: إنه يصعب التنبؤ بمستقبل التعليم بدقة لا سيما في ظل التغيرات السريعة والمتطورة التي يشهدها، غير أنه من المؤكد أن الوصول إلى المعلومات والمعرفة سيتم بمنتهى السلاسة والسهولة، وبواسطة مجموعة كبيرة من المصادر المختلفة، ومن جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن عملية تقييم الطالب ومنحه شهادة سيظلان عاملين مهمين في عملية التعليم العالي المستقبلي، إلا أنه يتعين على الخريج إثبات التسلح بالمهارات والمعرفة المطلوبة للتقدم لوظيفة، الأمر الذي يفرض على جميع المؤسسات التعليمية التركيز على هذا الجانب.
وأشار إلى أن التعليم في المستقبل وفي كل الأنظمة المختلفة سيتطور من حيث الأساليب المتبعة لتقديم العلم، وستكون الجامعات والمؤسسات التعليمية قادرة على تطبيق التعلم المتمحور حول الطلاب بشكل أكبر وستصبح أولوية المؤسسات التعليمية تقديم المحتوى للطالب بشكل مختلف وتقديم تجربة تعليمية استثنائية ومختلفة بأساليب مبتكرة وغير تقليدية.