جريدة دار الخليج  15 ربيع الأول 1442هـ - 01 نوفمبر 2020م

 «استشاري الشارقة» يؤكد أهمية دور هيئة الإنماء السياحي والتجاري

تمكن وشمولية وموضوعية، اتسمت بها مداخلات أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، في مناقشتهم أعمال ورؤى هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ودورها في التعامل مع جائحة «كورونا»، وفي المقابل كانت ردود خالد جاسم المدفع، عضو المجلس التنفيذي للإمارة، رئيس الهيئة، وافية، وشافية، وشفافة، في الجلسة التي عقدت يوم الأربعاء الماضي، وتأتي ضمن أعمال الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي العاشر للمجلس.
ترأس الجلسة علي ميحد السويدي، رئيس المجلس، بحضور إيمان المحرزي، مديرة الإدارة العامة للخدمات المؤسسية، وأحمد الطنيجي، مدير إدارة المعايير السياحية، وأحمد الجروان، الأمين العام للمجلس، الذي تلا الموضوع العام للنقاش، وأسماء مقدمي الطلب، قائلاً: تتكفل هيئة الإنماء التجاري والسياحي بمهمة تعزيز الأنشطة، والفعاليات التجارية والسياحية في الامارة، وتسعى إلى تطوير تلك القطاعات بتنظيم الفعاليات، والأنشطة، ورفع اسم الإمارة عالياً محلياً، وإقليمياً، وعالمياً، وفي إطار هذا الدور تواصل الهيئة مهامها منذ إنشائها عام 1996، وتسعى بتضافر جهودها لتحقيق مسؤولياتها، ورؤيتها في دعم القطاع السياحي، والتشجيع على تطوير مشاريع حيوية؛ تسهم في ترسيخ مكانة الإمارة، إحدى أفضل الوجهات السياحية والتجارية.
عقب كلمة رئيس المجلس، أعلن خالد المدفع أن 9.8% مليار درهم المساهمة الإجمالية للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة الشارقة عام 2018، و4.3% مليار درهم المساهمة المباشرة لقطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في العام ذاته، وأن قطاع السياحة في الشارقة سجل إيرادات بقيمة 573.4 مليون درهم العام الماضي؛ حيث شكل إيراد الفنادق 81%، بينما إيرادات الشقق الفندقية كانت 19%، موضحاً أن رؤية الشارقة السياحية التي بدأت عام 2015 بإجمالي 4.7 مليون زائر، تركز على أن تكون الشارقة الوجهة العائلية الأمثل، وتهدف إلى جذب أكثر من 10 ملايين سائح سنوياً بحلول عام 2021، موضحاً أن الهيئة العام الماضي حققت نسبة توطين قدرها 72% في جميع الوظائف الرئيسية، وبنسبة نمو 13% خلال 5 سنوات، وأن القطاع السياحي في الإمارة سجل زيادة قدرها 3% في عدد نزلاء المنشآت الفندقية بين عامي 2018-2019، وزادت نسبة إشغال المنشآت الفندقية بالمقدار نفسه 3% على العام السابق. مؤكداً أن هناك نقلة نوعية في قطاع السياحة.
وأكد أن الهيئة عملت على إعادة الثقة فور حلول جائحة «كورونا»، وأصدرت أدلة بالإجراءات الاحترازية والوقائية، بالتنسيق مع المركز الوطني للأزمات والكوارث، وتم تطبيقها على المنشآت الفندقية، وبعض القطاعات التي تم افتتاحها، كما ركزت على السياحة الداخلية عقب توقف حركة الطيران، فضلاً عن توجيه حكومة الشارقة بحزمة محفزات للقطاعات كافة، استفاد منها قطاع السياحة. فيما قدمت الهيئة 47 خدمة للشركات، منها إعفاء المنشآت الفندقية من ضريبة 10% لمدة 3 أشهر، ومن جميع الغرامات السابقة، ومنحهم محفزات خاصة بالترخيص. كما عملت مع شركائها في القطاع الخاص، لتحويل بعض المنشآت الفندقية إلى مراكز طبية بالتنسيق مع المركز الوطني للأزمات والكوارث.
استراتيجيات وخطط
وأوضح: إن الهيئة منذ تأسست عام 1996 وضعت استراتيجيات وخططاً ترويجية، ارتكزت في مضمونها على ما تقتنيه الإمارة من مقومات تراثية، وعلمية، وثقافية، ومعمارية، عززت الحرص على أن تكون لها المكانة التجارية والسياحية التي تستحقها محلياً، وإقليمياً، وعالمياً، عبر الرؤية الثاقبة والتوجيهات السامية لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. لافتاً إلى أن الهدف من إنشاء الهيئة تطوير وإنماء القطاعين التجاري والسياحي في الإمارة.
مداخلات الأعضاء
وكانت مداخلات أعضاء المجلس، تضمنت عدداً من المحاور، والمضامين؛ حيث استهلها سيف المدفع، بسؤال عن سياسات الهيئة في ظل الجائحة، والأنشطة التي تسعى إلى تحقيقها حالياً، خاصة مع عودة النشاط الاقتصادي، وإعادة استئناف الفعاليات والمعارض في الإمارة، فيما تركزت مداخلة مريم راشد بن الشيخ، على آليات التعاون بين مختلف المؤسسات، والهيئة؛ لإبراز اسم الشارقة سياحياً، وتقديم اسمها منتجاً سياحياً محلياً، وخليجياً، وعربياً، وعالمياً، إلى جانب التنسيق لتعزيز التعاون مستقبلاً، في ظل قيام عدد من الجهات بدور ترويجي للشارقة.
ودعا سهيل الكعبي، إلى التنسيق مع هيئة الشارقة للآثار، لإبراز المواقع الأثرية الكثيرة، مقترحاً طرح مسارات سياحية؛ تشكل جدولة للسياح أو الأفواج السياحية، بزيارات متراتبة تضمن المرور على المواقع. فيما سأل عبد الله محمد العويس، عن أوجه الرقابة على المنشآت الفندقية، والمواقع السياحية؛ لتطبيق الإجراءات الاحترازية الصادرة عن الجهات المعنية، بشأن الوقاية من فيروس «كورونا»، والحزم التحفيزية التي قدمتها الهيئة؛ لتمكين المنشآت السياحية والفندقية من مواصلة تقديم أعمالها. واستفسر عبد الله إبراهيم موسى عن توجه الهيئة للعمل وبالتنسيق مع الجهات المعنية، لإنشاء صالة في ميناء خالد وميناء خورفكان.
المهرجان المائي
وسأل جمال بن هويدن، عن دور الهيئة في الترويج للمنطقتين الوسطى والشرقية في الإمارة، وافتتاح مكاتب فيهما؛ لخدمة المواقع السياحية والسياح، واستفسر عبيد عوض الطنيجي عن أوجه التعاون بين الهيئة وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» لتحقيق التسويق السياحي وتكامل الأدوار، وسأل عن تطوير المهرجان المائي. وذهب الدكتور حميد الزعابي، إلى بيان افتقار مدينة كلباء وخورفكان للمنشآت الفندقية. في حين سأل جاسم المازمي، عن استخدام التطبيقات الإلكترونية وخرائط محركات البحث في الإرشاد السياحي، والتعاون مع جهات عالمية ومحركات بحث كشركة «جوجل». فيما استعلم محمد النقبي، عن إمكانية دمج المؤسسات المعنية بالقطاع السياحي في جهة واحدة. بينما دعا الدكتور محمد الكوس، إلى تشجيع السياحة الداخلية، ووضع مؤشر السياحة الذي ترصده الهيئة لأعداد السياح.
جهود التوطين
وأكد طالب الظهوري، ضرورة أن يكون للهيئة تشريع وقانون يمكنانها من تنفيذ اختصاصاتها الواردة في مرسوم إنشائها، داعياً إلى الاستفادة من الأفواج السياحية التي تدخل من منفذ ميناء دبا التي بلغت العام الماضي 51678 ألف سائح. فيما تطرق علي سعيد الكتبي، إلى أهمية الاستفادة من السياحة البيئية، والتنسيق مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية؛ كون البيئة تعد عنصر جذب سياحياً. واستفسرت شريفة المازمي، عن جهود التوطين في الهيئة، وفي المرافق السياحية، وفي تأهيل مرشدين سياحيين بالإمارة، وكذلك تنوع وتجدد المحتوى الإعلامي، وعن مساهمة الهيئة في الناتج المحلي للإمارة. بينما تطرق علي النقبي إلى السياحة العلاجية، وأهمية وضع خطة في هذا الجانب. وأكد سيف بن رويجده الكتبي، أهمية خطة الهيئة للاهتمام بالسياحة الثقافية، ودعوة السياح المعنيين بالثقافة لزيارة الإمارة. واستفسر دغيش الكتبي، عن جهود وخطط الهيئة لتطوير قطاع السياحة الرياضية، وتنشيط مختلف البطولات والرياضات الأخرى، والتعاون مع مجلس الشارقة الرياضي والأندية المتخصصة في هذا المجال. في حين سألت عفراء خادم الكتبي، عن جهود الهيئة في المحافظة على البيئة، واستقطاب أكبر عدد من السياح. وطرح خليفة بوغانم، استفساراً عن المعايير المطبقة في تصنيف الفنادق ضمن خمس نجوم، وكذلك المطاعم، متسائلاً عن إمكانية بناء مقر دائم للهيئة، لترشيد النفقات في مجال الإيجار والصيانة. فيما تحدثت فاطمة المهيري، عن أهمية تنمية السياحة في منطقة الحمرية.
متابعة الشركات
وسأل أحمد الزعابي، عن تنظيم برامج تعريفية وتعليمية للطلبة، والأسر عن المواقع السياحية بالتعاون مع الجهات التعليمية، ودائرة شؤون الضواحي والقرى، وتأهيل الشباب لطرح مشاريع تخدم قطاع السياحة وعن مشاركة الهيئة في فعاليات إكسبو دبي 2020. بينما سأل عبد الله الخاصوني، عن دور الهيئة في متابعة الشركات والمكاتب السياحية؛ لإلزامها بمتابعة السياح والوفود السياحية، وتوفير الخدمات لهم عند قدومهم، ومغادرتهم المنفذ الجوي. واستفسرعلي النداس، عن تواصل الهيئة مع نظيراتها في الدول العربية للتصدي للتبعات السلبية لجائحة «كورونا» في أنشطة السياحة بالعالم، وعن وجود آلية مشتركة لتخفيف قيود السفر بشكل مرحلي. فيما سأل الدكتور عبد الله الدرمكي، عن خطط الهيئة للاستعداد للخمسين. وطالب عبيد العضب، بطرح عروض سياحية للمواطنين، وزيادة عدد المنتجعات السياحية، والاهتمام بالسياحة العلاجية.
تطوير الممزر
وسأل محمد الحمادي، عن خطة تطوير شاطئ الممزر، والاستفادة من المتاحف المنتشرة في الإمارة. أما حنان الجروان، نائبة رئيس المجلس، فدعت لوضع معايير لتصنيف المواقع السياحية، والنظر في زيادة قطاع التجزئة لزيادة مراكز التسوق، إلى جانب توطين وظيفة المرشد السياحي. وأكد أحمد النقبي، الاستفادة من أندية إمارة الشارقة الرياضية في تعزيز السياحة الرياضية، واستقطاب البطولات. فيما دعا محمد بن شميل الكتبي، للاهتمام بالمواقع السياحية في المنطقة الوسطى. وسأل الدكتور عبدالله البلوشي، عن التنسيق مع الممثليات السياحية، ومتابعة أدائها، مع قياس خطورة بعض الأنشطة السياحية.
25 مليون راكب طاقة استيعابية متوقعة للمطار
كشف خالد جاسم المدفع، عضو المجلس التنفيذي للإمارة، عن تصدر السياح الروس قائمة أهم الدول المصدرة للسياحة إلى إمارة الشارقة خلال 2019 واحتلت 20% من حصة السوق، بينما سجل الزوار من جمهورية الهند معدلات نمو بلغت 26% مقارنة بالعام السابق، في حين سجلت السياحة المحلية نمواً قدره 10%. ومبيناً أن الطاقة الاستيعابية لمطار الشارقة ستصل إلى 25 مليون راكب سنوياً، لافتاً إلى أهمية السفن السياحية لقطاع السياحة، وأن هناك 100 سفينة سياحية سيتم استقطابها العام الجاري، وبالتعاون مع جهات الاختصاص ستنتهي الإجراءات الخاصة بها، مبيناً أن هناك 200 مرشد سياحي من المواطنين المرخصين في الإمارة، ويجري إعداد قاعدة بيانات للاستفادة من خبراتهم.
متابعة التزام المقاولين بتنفيذ مشاريع الإسكان
أعلن أحمد الجروان، الأمين العام للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة أن الجلسة المقبلة ستعقد يوم الخميس 12 نوفمبر، وستخصص لطرح سؤال برلماني موجه من سيف بن رويجدة الكتبي، إلى ثابت سالم الطريفي، المدير العام لبلدية الشارقة، عن الإجراءات والنظم التي تتخذها البلدية في متابعة المقاولين والمكاتب الهندسية في مدى التزامهم في مشاريع الإسكان، وكذلك المشاريع العقارية والاستثمارية في الإمارة. وتتبعه مناقشة توصيات سياسة هيئة الإنماء التجاري والسياحي، والتقرير الوارد عن لجنة إعداد مشروع التوصيات في المجلس.

مرسوم أميري رقم (12) لسنة 2016م بشأن تشكيل المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة
القانون وفقًا لأخر تعديل قانون رقم (3) لسنة 1999م بشأن إنشاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة