موقع معروف

النشرة القانونية

للاشتراك مجانًا بخدمة الأخبار القانونية التي تقدمها شبكة المحامين العرب، ومتابعة أهم الأخبار القانونية اليومية ، ارسل كلمة " اشترك - الإمارات " أو "Subscribe - uae" على الرقم التالي ثم اضف رقم الخدمة بقائمة جهات الإتصال لديكم

أستعراض تاريخيًا   29/10/2009 الشيخة فاطمة: التشريعات تكفل حقوق المرأة الدستورية

جريدة دار الخليج - الخميس 29 أكتوبر 2009

أكدت أن تمكين المرأة تدعمه مؤسسات المجتمع المدني
الشيخة فاطمة: التشريعات تكفل حقوق المرأة الدستورية

أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، أن النهضة النسائية في دولة الإمارات انطلقت عندما تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مقاليد الحكم في أبوظبي عام ،1966 مثمنة ما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات ومكاسب خلال العقود الثلاثة الماضية .
وأضافت سموها أن هذه الإنجازات والمكاسب تعكس صورة مشرقة لمستقبلها وتبشر بمزيد من العطاء خلال السنوات المقبلة، مؤكدة أن ابنة الإمارات أصبحت رقماً مهماً في مسيرة التنمية بفضل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات .
وقالت سموها في حوار لمجلة “المرأة اليوم” التي تصدر في ثوب جديد بمناسبة عيدها العاشر الذي يصادف اليوم الخميس، إن تمكين المرأة في مجتمعها يتم بدعم حكومات ومؤسسات المجتمع المدني .
وفيما يلي الحوار:
تعيش المرأة الإماراتية حالياً أزهى عصورها في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فهي تشارك الآن في السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وفي مختلف مواقع صنع القرار، ما تقييم سموكم لتجربة ابنة الإمارات وما وصلت إليه في مجال الحقوق السياسية والدستورية؟
لقد حققت ابنة الإمارات مكاسب كبيرة في العقود الثلاثة الماضية والآن وبعد مسيرة حافلة بالعطاء انطلقت مع تأسيس دولة الإمارات على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نشعر بالارتياح والاعتزاز بما حققته المرأة الإماراتية في إطار برنامج وخطط التمكين السياسي بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أصبحت المرأة تشارك اليوم في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وارتفع تمثيلها في مجلس الوزراء عام 2008 من مقعدين إلى أربعة .
وهذا يعد من أعلى النسب على المستوى العربي كذلك فإن المرأة تشارك في المجلس الوطني الاتحادي “البرلمان” بتسع عضوات من بين أعضائه الأربعين وبنسبة تتجاوز ال 22 في المائة وتعد من أعلى النسب على صعيد تمثيل المرأة في المؤسسات التشريعية على مستوى العالم، كما تم في عام 2008 تعيين أول مجموعة من القاضيات ووكيلات النيابة المواطنات في دوائر القضاء في أبوظبي .
وكذلك أول سيدتين سفيرتين لدولة الإمارات في الخارج ودخلت النساء باقتدار في مجال الطيران المدني والعسكري وأصبحن مهندسات وقائدات طائرات في شركات الطيران الوطنية والسلاح الجوي في القوات المسلحة، وشكلت المرأة اليوم أيضا بدعم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة رقماً مهماً في مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد، حيث تشغل نحو 66 في المائة من وظائف القطاع الحكومي من بينها 30 في المائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 في المائة من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة الإمارات ونحو 60 في المائة من الوظائف الفنية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض إلى جانب انخراطها في صفوف القوات النظامية في القوات المسلحة والشرطة والجمارك .
وقد اقتحمت المرأة الإماراتية بكفاءة واقتدار ميدان الأعمال بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال الذي يضم نحو 12 ألف سيدة يتولين إدارة 11 ألف مشروع استثماري يصل حجم الاستثمارات فيها إلى نحو 12،5 مليار درهم، في حين وصل عدد النساء اللاتي يعملن في القطاع المصرفي والذي يعد من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد إلى نحو 37،5 في المائة .
كما حققت المرأة في بلادنا مكاسب عديدة بعد مساواتها بالرجل في مختلف نواحي الحياة ومن أهمها إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والتمتع بكل خدمات التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية والمساواة في الحصول على الأجر في العمل مع الرجل، إضافة إلى امتيازات إجازة الوضع ورعاية الأطفال التي يضمنها قانون الخدمة المدنية وإنشاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للارتقاء بمستويات الرعاية والعناية بشؤون الأمومة والطفولة وهذه الإنجازات والمكاسب الكبيرة التي حققتها المرأة الإماراتية في أقل من ثلاثة عقود تعكس بالفعل صورة مشرفة لمستقبلها تبشر بالمزيد من الخير في السنوات المقبلة .
في السابع والعشرين من أغسطس/ آب الماضي احتفل الاتحاد النسائي العام بمرور 34 عاماً على تأسيسه، كيف ترون سموكم الاتحاد النسائي حاليا المؤسسة والتجربة؟
الاتحاد النسائي العام هو الذي يقود العمل النسائي في الدولة وبعد مرور أربعة وثلاثين عاما على انطلاقته نرى أنه لا يزال يقدم الكثير من العطاء ويحقق المزيد من الإنجازات للمرأة الإماراتية والدولة والمجتمع بوجه عام والاتحاد النسائي العام هو المظلة التي تدعم وتنظم جهود الجمعيات النسائية في الدولة وتوجهها بما يكفل خدمة المرأة الإماراتية، كما أن المرأة في الإمارات حققت إنجازات كبيرة وغير مسبوقة على مستوى المنطقة العربية وذلك بفضل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات” .
قدم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كل الدعم للمرأة وقضاياها ما تقييمكم لجهوده في إرساء دعائم النهضة النسائية في الإمارات قياساً بعمر الاتحاد؟
لقد بلغت المرأة الإماراتية مكانة مرموقة في المجتمع بفضل الدعم الكبير والمتواصل والحرص الإنساني والأبوي الذي قدمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ أن قاد اتحاد الإمارات العربية المتحدة عام 1971 والنهضة العصرية التي حققتها المرأة في الدولة هي تجسيد لنظرته الحكيمة، فهو الذي أعطى المرأة والأسرة الأولوية في مشروعه الطموح لبناء الوطن والإنسان، خصوصاً عندما أعلن أن المرأة هي نصف المجتمع، لذلك أؤكد أن شمس النهضة النسائية في دولة الإمارات أشرقت مع تولي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في عام 1966 .
لقد تفوقت المرأة الإماراتية بمناصرة المؤسس الراحل زايد ودعمه الكامل والشامل على الكثير من نساء العالم بما حققته من منجزات ومكاسب، حيث نهضت بمسؤولياتها كاملة إلى جانب الرجل من خلال إسهامها النشط والفعال في عملية التنمية ومشاركتها في مختلف مراحل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها من المجالات على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات ومن أهم هذه المكاسب إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والتمتع بكل خدمات التعليم بجميع مراحله والرعاية الصحية والاجتماعية والمساواة في الحصول على الأجر في العمل مع الرجل وتبؤوها للمناصب الوزارية وعضوية المجلس الوطني الاتحادي، إضافة إلى انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جميع الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها ولذلك فإنني أحث ابنة الإمارات على المزيد من العلم والانفتاح على العصر من خلال دخول عالم التكنولوجيا والابتكار والإبداع والمعرفة مع التمسك بأصالتنا وثقافتنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وهويتنا الوطنية إننا ننظر بعيون ملؤها الفخر الكبير إلى المكانة اللائقة التي وصلت إليها المرأة الإماراتية بفضل دعم القائد المؤسس طيب الله ثراه وفي إطار من الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد المتوازنة .
ما رأي سموكم في المكاسب التي حققتها المرأة الإماراتية؟
المكاسب الكبيرة التي حصلت عليها المرأة الإماراتية بصبرها وإصرارها على النجاح والتقدم جعلتها تسبق كثيراً من نساء العالم ولا شك أن جملة هذه الإنجازات التي تحققت في 34 عاماً تعطي المرأة الإماراتية حافزا لمواصلة مسيرة التقدم وصولاً إلى مستقبل أكثر إشراقاً يخدم مسيرة المجتمع الإماراتي وتطورها في كل المجالات خاصة أن المرأة شريك أساسي في عملية التنمية المستدامة التي تسعى الإمارات إلى تحقيقها لإرساء قواعد الدولة الحديثة، حيث نص دستور الدولة على المساواة بين المواطنين من الجنسين في كل الحقوق والواجبات .
الأسرة محدودة الدخل تحظى دائما باهتمام سموكم، فهل المؤسسات النسائية والاجتماعية في الدولة تهتم بها بالشكل الكافي؟
يعد الاتحاد النسائي العام من الجهات السباقة في الدولة التي اهتمت بتحسين الوضع الاقتصادي للأسر محدودة الدخل من خلال تشجيع المرأة على العمل والإنتاج من خلال مشروع الأسر المنتجة والذي أصبح اليوم منتشراً في جميع إمارات الدولة ما دفع وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تضمين هيكلها التنظيمي إدارة متخصصة لبرامج الأسر المنتجة كما أن فكرة مشروع الأسر المنتجة كانت دافعا وراء قيام مجلس سيدات أعمال أبوظبي بالعمل على إصدار ترخيص مبدعة الذي يتيح للمرأة ممارسة النشاط التجاري بشكل رسمي من المنزل، كما يحرص الاتحاد النسائي العام أيضاً على تبني الاستراتيجيات والمشروعات التنموية القصيرة ومتوسطة الأجل التي تهدف إلى تعزيز قدرات المرأة الإماراتية من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المتخصصة وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة .
وكيف يمكن تعزيز مساهمة المرأة في مختلف القطاعات الاقتصادية؟
لقد أطلق الاتحاد النسائي العام خلال السنوات الماضية عددا من المشروعات أبرزها مشروع المرأة والتكنولوجيا الذي يهدف إلى تمكين المرأة في مجال تقنية المعلومات ومشروع المبادرات الوطنية لإدماج النوع الاجتماعي والذي يهدف إلى تعزيز الشراكة بين الاتحاد النسائي العام والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في مجال إدماج قضايا المرأة في العملية التنموية، بالإضافة إلى تدشين عدد من الحملات التثقيفية في المجالات الصحية والثقافية والدينية ولايزال الاتحاد النسائي العام مستمراً في برامجه نحو النهوض بالمرأة الإماراتية وتعزيز مساهمتها في مختلف القطاعات الاقتصادية .
خلال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي انعقد في أبوظبي خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أطلقتم سموكم الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية، فهل تم اتخاذ أي خطوات على طريق تنفيذ تلك الاستراتيجية؟ وما الخطة الزمنية الخاصة بتنفيذها؟
هذه الاستراتيجية المهمة التي انطلقت من أبوظبي بمبادرة منا جاءت للنهوض بالمرأة وتأكيد دور الإعلام في هذا المجال وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد استضافت المنتدى الفكري الذي خصص لمناقشة قضايا الإعلام في علاقتها بالمرأة العربية عام 2002 وبرعايتنا أيضاً وقد انبثقت هذه الاستراتيجية من اهتمام السيدات العربيات الأوليات بدور الإعلام والاتصال في نشر الثقافة المجتمعية السليمة حول واقع المرأة العربية وإنجازاتها ومشاركتها في عملية تنمية مجتمعاتها ليس فقط بصفتها مستفيدة من مخرجات عملية التنمية .
ولكن أيضاً لكونها عنصراً فاعلاً ومدخلاً رئيساً من مدخلات هذه العملية كما أن إطلاق هذه الاستراتيجية جاء متناغما مع توصيات المنتديات العربية الثمانية التي عقدت في إطار قمتي المرأة العربية الأولى والثانية وقمتها الاستثنائية وتوجهات منظمة المرأة العربية نحو تفعيل دور الإعلام في مساندة قضايا المرأة والنهوض بها في الوطن العربي وتنص كل من وثيقة السياسات العامة ووثيقة استراتيجية النهوض بالمرأة العربية على أن الإعلام واحد من مجالات سبعة يجب أن توجه إليها المنظمة جهودا حثيثة تستهدف الارتقاء بقدرات المرأة العربية وتحسين أوضاعها وتتضمن الأهداف الاستراتيجية لهذه المبادرة تحقيق دور إعلامي مبدع في تمكين المرأة العربية واستثمار طاقاتها في تحقيق التنمية المستدامة كما تتضمن بناء المعرفة وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي بما يخدم مساندة صورة ومكانة المرأة العربية في المجتمع وكذلك بناء القدرات الفكرية والمهنية للمرأة الإعلامية بما يمكنها من التفاعل مع العمل الإعلامي وبناء وتعزيز الشراكات بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات المختلفة لدعم دور ومكانة المرأة في المجتمع .
ويمكننا القول: إن الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية تعد مبادرة عربية غير مسبوقة في هذا المجال تسعى إلى تغيير الثقافة المجتمعية السائدة في المنطقة العربية والتي تختزل صورة نمطية عن المرأة ودورها في المجتمع، وذلك من خلال دعم الرسالة الإعلامية الموجهة للمجتمع عن المرأة بصورة موضوعية تروج لحق المرأة في الحصول على نصيب منصف من الفرص الاجتماعية، كما تسعى الاستراتيجية إلى دعم دور الإعلام في تقديم صورة إيجابية للمرأة العربية أمام العالم وذلك عبر التواصل الفعال مع وسائل الإعلام الأجنبية ومن أجل الإعداد لهذه الاستراتيجية تم عقد ورشتي عمل استضافتهما أبوظبي، حيث عقدت الأولى في الفترة من 29 حتى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2007 أما الثانية فقد عقدت في 11 مايو/ أيار عام 2008 وشارك فيها إعلاميون من مختلف الدول وبناء على إعمال الورشتين قام فريق عمل الاستراتيجية بصياغة النسخة الأخيرة لها والتي قمنا بإطلاقها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي استضافته أبوظبي في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2008 .
في رأي سموكم كيف يمكن للإعلام العربي أن يخدم قضايا المرأة ويعزز دورها في المجتمع من دون أن يقدمها في صورة سلبية؟
بالطبع يلعب الإعلام العربي دوراً أساسياً في خدمة قضايا المرأة من خلال تفاعله الحريص والمسؤول وعمله على تنفيذ الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي تستند إلى إطلاق ثلاثة مشروعات تخدم الهدف الاستراتيجي للمبادرة، وهي مشروع الوكالة الإعلامية للمرأة العربية ومشروع المرصد الإعلامي للمرأة العربية “الراصدة” ومشروع الاحتراف الإعلامي وتتضمن الاستراتيجية جدولاً زمنياً بمراحل تنفيذ المشروعات الثلاثة والمخرجات المتوقعة من كل مشروع تحت مظلة منظمة المرأة العربية خلال السنوات الست المقبلة .
ولا شك أن تنفيذ هذه المبادرة الرائدة سيسهم في إحداث نقلة نوعية في صورة المرأة العربية في الإعلام وفي مستوى مساهمتها في العمل الإعلامي ما سيؤثر إيجاباً في قدرتها على المشاركة في تنمية مجتمعها ووطنها علما أن الأطراف التي يعول عليها في تنفيذ هذا الجهد تشمل المؤسسات الحكومية والمنظمات النسوية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية والجامعات ومؤسسات القطاع الخاص .
“أمن المرأة العربية” قضية نوقشت تحت رعاية سموكم ضمن المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي عقد في أبوظبي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعنوان “المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان: المنظور العربي والدولي”؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة العربية في مجال “الأمن”؟
المؤتمر الذي عقد في أبوظبي برعايتنا ركز في أيامه الثلاثة على تحليل وتقييم الأبعاد المختلفة لمفهوم أمن الإنسان خلال ست جلسات عمل حللت الأبعاد المختلفة لهذا المفهوم وعلاقته بالمرأة وهذه الأبعاد هي الثقافة والتعليم والصحة والبيئة والاقتصاد والسياسات الاجتماعية والنزاعات المسلحة، بالإضافة إلى جلسة أولى عامة حددت الإطار النظري للمفهوم والعلاقة التكاملية بين الأمن القومي وأمن الإنسان .
ثم اختتم برنامج العمل بحلقة نقاشية لطرح برنامج عمل مستقبلي يخدم نسق الأمن الإنساني للمرأة العربية وقد أدرك المشاركون والمشاركات الأثر السلبي الكبير للتحولات العالمية الكبرى والأزمات السياسية والاقتصادية في قدرة النساء على تحصيل حقهن في الأمن والأمان وممارسته وأن وطأة هذا الواقع العالمي على أمن المرأة وأمانها يتعاظم في حالة النساء الرازحات تحت عبء الفقر والمرض والأمية والتمييز وتركزت أحاديث وكلمات المشاركين والمشاركات في المؤتمر على التحديات العظمى التي تواجهها المرأة الرازحة تحت نير الاحتلال والحصار والنزاعات المسلحة في فلسطين والعراق والتي تواجه العنف خلال حياتها اليومية واقتناعاً بأن حماية المرأة وضمان أمنها لابد من أن يكونا مكوناً رئيساً من مكونات مفهوم أمن الإنسان .
أكد المؤتمر ضرورة حث الدول على تبني المفهوم الشامل للأمن والذي يتكامل في إطار مفهوم الأمن القومي مع مفهوم أمن الإنسان ولا يحل أحدهما محل الآخر مع التأكيد على احترام سيادة الدولة كما حث المؤتمر الجهات المعنية بضمان حقوق المرأة وتوفير احتياجاتها المتعلقة بمفهوم أمن الإنسان على أن تنسق جهودها من أجل أداء أمثل لمصلحة تقليص التهديدات لأمن المرأة وركز المؤتمر على بناء وعي مجتمعي داعم لحقوق ومكانة المرأة وقضايا أمنها وتبني مفاهيم حرية المرأة ومكانتها في الميراث الثقافي الإيجابي العربي والإسلامي والتصدي لثقافة إقصاء المرأة من الفضاء العام وكذلك إشراك المرأة في عملية صنع القرار بكل مستوياته باعتباره مقدمة ضرورية لتمتعها بالأمن . ومن بين توصيات مؤتمر أبوظبي أيضا مواصلة تمكين النساء في كل مجالات الحياة المجتمعية وخاصة المجال السياسي والتأكيد على استفادة المرأة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودعوة الحكومات والمجتمع الدولي والمجتمع المدني إلى دعم مبادرات تحقيق الأمن الإنساني للمرأة وخاصة في فترات النزاعات المسلحة، إضافة إلى حث الدول على اتخاذ كل الإجراءات التشريعية والقضائية اللازمة لمكافحة كل أشكال العنف والتمييز ضد المرأة وإحداث الآليات الملائمة لتجسيدها على أرض الواقع .
نالت المرأة العربية المهاجرة اهتماماً كبيراً من سموكم، حيث أطلقتم خلال المؤتمر نفسه “شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر” ما أهداف هذه الشبكة؟ وما الخدمات التي ستقدمها للمرأة العربية في بلاد المهجر؟
إيماناً وحرصاً منا على أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة قضايا المرأة قمنا خلال انعقاد فعاليات المؤتمر الأول لمنظمة المرأة العربية في مملكة البحرين بالإعلان عن تبرعنا لإنشاء شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر وقمنا بإطلاق الشبكة خلال فعاليات المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في أبوظبي نوفمبر/ تشرين الثاني عام ،2008 وهي شبكة افتراضية على الإنترنت تستهدف تحقيق ثلاثة أهداف: الأول بناء قاعدة بيانات عن الكفاءات النسائية العربية المهاجرة من أجل الاستفادة من هؤلاء النساء باعتبارهن جسورا للتواصل الثقافي مع المجتمعات التي هاجرن إليها، والثاني توفير خدمة معلوماتية للمرأة العربية في بلاد المهجر بحيث تتيح لها من مصدر واحد بيانات عن الهيئات والجهات الحيوية المختلفة التي تحتاجها، أما الهدف الثالث فهو توفير ساحة يمكن أن تيسر تواصل النساء العربيات في بلاد المهجر مع بعضهن بعضا بما يسهم في تخفيف العبء النفسي للغربة، وإضافة إلى كل هذا وذاك، فإننا مهتمون بتشجيع الباحثين المتميزين في معالجة قضايا المرأة من مختلف الزوايا الأكاديمية ومن مختلف الأجيال .
بعض الناس يرى أن معظم ما حققته المرأة العربية ما هو إلا مجرد نهضة شكلية قامت بها الحكومات لتجميل وجهها السياسي، ما تعليق سموكم على هذا القول؟
نعتقد أن الإنجازات التي حققتها المرأة العربية كبيرة جداً مقارنة بما هو حاصل في العالم اليوم على صعيد أوضاع المرأة وخاصة في الدول النامية غير أن التحديات والعقبات التي تواجه مسيرة تقدم المرأة كبيرة ومتشعبة لأن طموحاتنا للرقي بالعمل النسائي العربي كبيرة جدا كما أن تطلعاتنا لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات لا حدود لها، إلا أنني على قناعة وثقة كبيرتين بأننا وبتضامن شقيقاتي السيدات الأوليات وبإرادتنا وعزمنا ووضوح رؤانا وأهدافنا وتعاوننا المشترك سنتمكن من تجاوز العقبات التي تعترض مسيرة العمل النسائي العربي المشترك وهناك تنسيق وتشاور دائم مع الأخوات عضوات منظمة المرأة العربية لتذليل أي عقبات في ما يخص مسيرة المرأة العربية وتطورها والرقي بها إلى آفاق أوسع في المجالات كافة .
ترأستم سموكم منظمة المرأة العربية في الفترة من 2007 - ،2009 فكيف ترون دور المنظمة في خدمة قضايا المرأة العربية وما رؤيتكم لتطوير التعاون بين الجمعيات والاتحادات النسائية في الوطن العربي؟
لقد حرصنا منذ البداية على إعطاء المرأة العربية دورها المتميز من خلال الارتقاء بمنظمة المرأة العربية إلى أفضل المراتب، ونحن مصممون على مواصلة التعاون مع القيادات النسائية العربية العليا على جميع المستويات من أجل النهوض بالمرأة العربية وتحسين أوضاعها في مختلف المجالات بما يخدم مجتمعاتنا ويرسخ من مساهمة المرأة في حركة النمو والتطور التي نعمل جميعا من أجل المضي فيها قدما . وأعتقد أن اللقاءات المتواصلة والمتجددة بين القيادات النسائية العليا في الدول العربية ذات فائدة كبيرة جدا لأنها تكرس الإرادة القوية التي تتوافر لدى الجميع من أجل أن تقوم منظمة المرأة العربية بأداء دورها الحيوي في تحقيق ما تصبو إليه المجتمعات العربية من تقدم ورقي، إننا ننظر إلى هذه الاجتماعات باعتبارها محطات غاية في الأهمية من أجل متابعة تنفيذ ما نصبو إليه وتقييم مسيرة العمل النسائي العربي المشترك كما أنها تمثل فرصة مهمة للتحاور في ما بين السيدات الأوليات .
يتزامن تشريف سموكم “المرأة اليوم” بهذا الحوار مع احتفالها بمرور عشر سنوات على صدور العدد الأول منها بتوجيهات ودعم من سموكم وحرصت المجلة خلال ذلك العقد على دعم قضايا المرأة الإماراتية والتفاعل معها بأمانة وموضوعية تامة، ما الكلمة التي توجهونها إلى “المرأة اليوم” بهذه المناسبة؟
إن الدور الذي تقوم به مجلة “المرأة اليوم” منذ عشر سنوات حتى الآن هو محل تقديرنا، وذلك لمواكبتها أولا بأول واقع المرأة الإماراتية والعربية ونقدر ما أسفرت عنه جهودها الإعلامية في طرح مختلف القضايا التي تخص المرأة في جميع المجالات، الأمر الذي أسهم في زيادة الوعي بأهمية دور المرأة في المجتمع ونحن نرى أن “المرأة اليوم” قد أسهمت بشكل فعال في دفع مسيرة العمل النسائي إلى الأمام وفي إحداث تحولات إيجابية متسارعة من أجل تمكين المرأة ورفع قدراتها الفاعلة للمشاركة في مسيرة تنمية مجتمعاتها إلا أن طموحاتنا وتطلعاتنا للدور الذي يقوم به الإعلام النسائي بوجه عام ومن بينه مجلة “المرأة اليوم” وغيرها من المطبوعات النسائية التي نفخر بها جميعا لا حدود لها ونرى أن المسؤولية تقع على وسائل الإعلام في المقام الأول من أجل زيادة الوعي والتنوير وحث المرأة على اكتساب العلم ومواكبة العصر مع الحفاظ على الهوية والانتماء الوطني والاقتداء بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والاعتزاز بثقافتنا العربية الإسلامية وحضارتنا الإنسانية الأصيلة والإسهام بفاعلية بدورها في مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز حضورها فيها .


مناقشة تعزيز دور المرأة في تنمية المجتع
إنجازات المرأة الإماراتية.. مكاسب وطنية ونوعية
مشكان العور تدعو إلى تفعيل دور المرأة السياسي
ميساء راشد غدير: عدم انتخاب المرأة رسالة سلبية
مناقشة حقوق المرأة في ظل قانون الأحوال الشخصية
محمد بن راشد يؤكد دعمه كل أنشطة المرأة مادياً ومعنوياً
لبنى القاسمي تدعو المرأة الإماراتية إلى المساهمة في التنمية
الشيخة فاطمة تشيد بدور المرأة الإماراتية في تدشين "شبكة المرأة العربية"
المواطنون يطالبون بدعم المرأة ومشاركتها السياسية لأنها الأجدر بطرح قضاياها
الفعاليات النسائية: مشاركة المرأة في “الوطني” نقلة نوعية للمسيرة الديمقراطية