جريدة دار الخليج - الثلاثاء 8 سبتمبر 2009

استضافه في الفجيرة د . سليمان الجاسم مدير جامعة زايد
مجلس رمضاني يثمّن مرسوم رئيس الدولة بإنشاء شركة للقطارات

تغطية: السيد حسن
أشاد المشاركون في المجلس الرمضاني، الذي استضافه الدكتور سليمان موسى الجاسم مدير جامعة زايد في بيته بالفجيرة، بالمرسوم السامي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قبل شهور والخاص بالقانون الاتحادي المقترح من مجلس الوزراء والقاضي بإنشاء شركة للقطارات ذات شخصية اعتبارية مستقلة لنقل الركاب والبضائع تحمل اسم “شركة الاتحاد للقطارات” . ووافق سموه على إنشاء الشركة برأسمال إجمالي يبلغ مليار درهم مبدئيا، على أن تكون مملوكة بالكامل للحكومة الاتحادية .
دعا المشاركون في المجلس الرمضاني الجهات القائمة على المشروع الجديد إلى تكون إمارة الفجيرة هي المركز الرئيسي لشبكة القطارات الجديدة باعتبار أن الفجيرة تمتلك منفذاً بحرياً مهماً يمكن أن يعبر القطار من خلاله في المستقبل القريب إلى آسيا ومن ثم للقارات الأخرى في خطوة تالية على المدى البعيد .
كما أن الفجيرة تقام على أراضيها الآن العديد من المشاريع البترولية والأخرى الكبرى ذات البعد الاستراتيجي، ووجود المركز الرئيسي لشبكة القطارات في الفجيرة سوف يخدم الجميع بلا استثناء لاسيما في عمليات نقل وتصدير البضائع والسلع الاستراتيجية بأمان إلى الأماكن المعنية ناهيك عن قلة التكاليف التي يلاشك ستكون ضئيلة إذا ما قورنت بالأماكن الأخرى البعيدة عن الموانئ البحرية .
وتحدث الدكتور سليمان موسى الجاسم في بداية المجلس قائلاً، لقد تطورت الإمارات على مدى 38 عاما من عمر الاتحاد، وأثمر عن وجود حركة نشاط دائب بين مختلف المناطق، الأمر الذي أدركته قيادتنا الرشيدة، لذلك صدر مرسوم صاحب السمو رئيس الدولة القاضي بإنشاء شركة القطارات، موضحاً أن هذا المشروع الحيوي سوف يعكس لدى المواطن العادي الإحساس بالانتماء بالوحدة الجغرافية بين مناطقهم وإماراتهم بالإضافة إلى تخفيف حدة الضغط الحالي واليومي على الطرق الخارجية بين الإمارات وبعضها وخاصة في ساعات الذروة .
وأضاف ان هذا المشروع سوف يعزز موقع الإمارات الاقتصادي في المنطقة، كما سيعمل على تنشيط حركة السياحة والتجارة بين الإمارات، وسيحد من ازدحام المدن وتقليل نسبة الحوادث والتلوث، وسيربط المشروع الجديد موانئ الدولة بواسطة شبكة القطارات الحديثة والمتطورة ومن ثم بالشبكة الدولية والعربية للقطارات مما يزيد من حركة التجارة الإماراتية العربية الدولية .
وعلى مستوى الأسرة سيحدث بلا شك تغير كبير في مفهوم الأسرة في ما يخص استخدام السيارات، فبدلاً من أن يكون لكل أسرة سيارتان أو ثلاث أو أربعة ستكون واحدة وبالتالي سيخف الضغط المادي على الأسر .
واستطرد قائلا: ذكرت دراسة لوزارة التخطيط بالدولة أن حجم الخسائر من حوادث المرور سنويا يقدر بحوالي 4،1 مليار درهم، ومن المتوقع أن يصل معدل الحوادث عام 2010 إلى حوالي 87011 حادثاً، وتتزايد معدلات الوفيات لتصل إلى حوالي 802 حالة في هذا العام تقريبا .
(وقال الجاسم إننا نذكر مثل هذه الأرقام والإحصائيات لنوضح القيمة الكبرى التي ستوفرها لنا شبكة القطارات الجديدة في ما يخص الحفاظ على الأرواح وتقليل نسب الحوادث على مستوى الدولة، لان القطارات تعد اقل وسيلة نقل من حيث الحوادث وفق آخر التقارير الصادرة عن الجهات المرورية، فقد وقع في دولة الإمارات ككل عام ،2008 12150 حادثاً مرورياً نتج عنها 1800 وفاة ما بين مواطن ومقيم وان كان اغلبها من المواطنين الشباب .
وقال جاسم درويش الأمين العام للأمانة العامة للبلديات إن دولة الإمارات مضت منذ قيام الاتحاد على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد في بناء البنية الأساسية شيئا فشيئا فأصبحت لدينا طرق ومساكن وكهرباء ومرافق أخرى خدمية من مستشفيات ومدارس على أحدث المواصفات .
وعندما تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) سدة الحكم عمل على إكمال المسيرة فأضاف المزيد من المشاريع الأساسية منها طريق دبي/ الفجيرة والعديد من الطرق الأخرى الحيوية وإنشاء المستشفيات والمدارس الجديدة، وهناك جملة مشاريع قيد التنفيذ، وأخرى قادمة وهي مشاريع ضخمة تصب لصالح الوطن والمواطن .
كما أسهمت الحكومة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) في إرساء وتنفيذ هذه المشاريع الضخمة .
وذكر جاسم درويش ان نسبة الوفيات والحوادث في الدولة كبيرة جدا مقارنة بالدول الأخرى ولست ادري ما السبب في هذا الارتفاع المهول بالرغم من صدور قانون مروري حازم يكبح جماح المتهورين . . وقال أتذكر أنني كنت قد تلقيت شكاوى عديدة من المواطنين بشأن وجود المطبات الاصطناعية بكثرة في مناطقهم مما دفعني إلى الاجتماع مع مدير المرور في وزارة الداخلية الذي أطلعني على نسب الحوادث والوفيات المرتفعة في هذه المناطق وكان كلامه مقنعا إلى حد كبير ومبررا لوجود هذه المطبات الاصطناعية .
وأنا على قناعة تامة بأن شبكة القطارات الجديدة سيكون لها فعل السحر بشأن تقليل نسب الحوادث على مستوى الدولة إلى حد كبير .
وكشف الدكتور عبدالله السويجي رئيس المجلس البلدي في كلباء والكاتب الصحافي عن أن هذه الشبكة طرحت فكرتها هنا في مجلس الدكتور سليمان الجاسم في ديسمبر/كانون الأول من العام ،2000 ونشكر الله أن رأيناها تنفذ الآن . . وبالطبع فان الشبكة تصب في مجال التنمية المستدامة، إذ إن القطار سيسهم في تعزيز اللحمة بين أفراد المجتمع وإيجاد الكثير من فرص العمل للمواطنين، ومع بدء تسيير المشروع سوف يخلق فرص استثمار كثيرة وعديدة وسوف ينعش المناطق التي سيمر بها وستتغير معه أوجه الحياة بها .
ومما لاشك أن المشروع سوف يطور الحياة الاقتصادية والسياحية، وينعش الرحلات الدينية إذا تم إمداد خطوط الشبكة الجديدة إلى مكة والمدينة في المراحل التالية .
وقال الدكتور سالم عبده خليل المستشار الاقتصادي لحكومة الفجيرة، لقد كنا منذ سنوات طويلة ومع بداية الاتحاد نحلم بالعديد من المشاريع ومنحنا الله العمر ورأيناها تطبق أمام أعيننا، والآن وقد حلمنا قبل سنوات بمشروع شبكة متكاملة للقطارات وها هي قد بدأت ملامحها تظهر بصدور قانون صاحب السمو رئيس الدولة، وأعتقد أن الوقت الآن مناسب تماما لتطبيق هذا المشروع لأن التكاليف في ظل الأزمة المالية ستكون اقل بكثير عن السنوات السابقة للأزمة .
ويوضح الدكتور أحمد الخزيمي قائلاً: عندما كنت ادرس في لندن وكنت أتناقش مع زملاء الدراسة من المواطنين مثلي وكان محور مناقشتنا دائما نحلم بأن تكون في الإمارات شبكة قطارات مثلما هو الحال في لندن وأوروبا حيث يمكنك الآن وكما هو معروف أن تتنقل بين عواصم أوروبا بكل سهولة وبالطبع هذا ميسر وسهل جدا بالسيارة داخل إمارات الدولة، ولكن كان الحلم أن يكون هذا بالقطار وليس هذا فحسب، بل إن يكون التنقل بين جميع دول الخليج العربية ومن ثم الدول الأخرى الآسيوية والأوروبية .
أما الدكتور سيف القايدي (جامعة الامارات) فقال: الأهم في هذه الشبكة أن تستوعب المواطنين منذ البداية، وان يكون هناك خبراء أجانب يتم من خلالهم تدريب المواطنين على أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال حتى نضمن في المستقبل أن تكون الأيدي الإماراتية موجودة بقوة .
ويرى سعيد خماس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة أن المشروع الجديد سوف يخدم الجميع بلا استثناء لاسيما فئات رجال الأعمال الذين يعانون الآن من مشكلات الشحن وغلاء أسعار الشحن الجوي والبحري، وشبكة القطارات سوف تسهل هذا الجانب عليهم كثيرا .
وقال سعيد برشود، عضو مجلس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، منذ أكثر من 15 عاماً ونحن نحلم بهذا المشروع سواء المواطن أو المقيم لان للمشروع دوراً ايجابياً وكبيراً ليس من الناحية الاقتصادية والسياحية فحسب .
وأوضح أن شبكة القطارات الجديدة ستحل مشكلة 80% من الموظفين العاملين في إمارتي أبوظبي ودبي الذين يأتون من الإمارات الشمالية حيث سيمكنهم العيش وسط أسرهم ولا داعي للسكن بعيدا، وهذا من شأنه أن يحدث نوعا من التماسك في الأسرة الإماراتية التي تعاني من مشكلة بعد رب الأسرة بسبب عمله .
أما ناصر اليماحي عضو هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ورئيس نادي الفجيرة الرياضي فقد اتجه إلى سياق آخر حيث قال لن أتحدث عن القطار، ولكن سوف أتناول قضية الثقافة العامة والتوعية التي يجب أن تكون مصاحبة لهذا المشروع الكبير والحيوي، من حيث الاستغناء عن ركوب السيارات بقدر الامكان لأن هذه الوسيلة في الإمارات جديدة .
أما خليفة مطر عضو منظمة العمل الدولية عن دول الخليج ورجل الأعمال فقد اتفق مع الرأي السابق بشأن التوقيت المناسب لإقامة المشروع، لان هذا الوقت الأسعار فيه مثالية إلى حد كبير ولن يكلف الحكومة مثلما كان سيكلفها قبل الأزمة المالية . . كما أتفق مع ناصر اليماحي بخصوص التوعية لأنها مهمة جدا . . لكن هل سيترك المواطن سيارته الخاصة التي توفر له الخصوصية التامة .
من جانبه أعلن المهندس محمد سيف الافخم المدير العام لبلدية الفجيرة في مجلس الدكتور سليمان الجاسم الرمضاني، أن مشروع شبكة القطارات الجديدة يسير على قدم وساق الآن، وأن هناك اتصالات ومباحثات جارية بين حكومة الفجيرة ممثلة في البلدية وهيئة الإمارات للمواصلات المعنية بمشروع شبكة القطارات الجديدة .
وقال سعيد بن سعيد رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، الأمم الآن تقاس بحجم مشاريعها الكبيرة وهذا المشروع من الأعمال الضخمة التي تنشط الجانب السياحي .
وأكد حسن محمد عبد الرحمن (خورفكان) قائلاً ملاحظتي بسيطة جدا وهي أن هذه المشاريع ينبغي أن تكون تحت مظلة اتحادية .