“أمينات السر” يحفظن “السر” في محاكم الشارقة

الشارقة عايدة عبدالحميد:
 حقاً هل “الفتاة مثل الشاب”؟ سؤال دائماً ما يتردد في أذهان البشر، ولكن مع مرور الزمن واندماج المرأة وتمكينها في المجتمع باتت هذه المقولة تتحقق وتثبت المرأة كل يوم أنها لا تقل عن الرجل في شيء طالما اتسمت بإرادة وعزيمة ومسؤولية، وبالتالي العديد من النساء اقتحمن مجالات عمل كان الرجال يحتكرونها لفترات طويلة.
آخر هذه المجالات التي قاسمت فيها المرأة الرجل وبمهارة واقتدار تلك التجربة الجديدة التي خاضتها 4 موظفات في محاكم الشارقة، في مجال يعد من أهم مجالات العمل داخل الجهاز القضائي وهو “أمينات السر” والمعروف عن هذا المجال أن أي خطأ يقع مخالفاً للمستندات المرفقة والبيانات المدونة على ملفات القضايا، قد يحدث كوارث لا تحمد عقباها.
“الخليج” تتناول في هذا التحقيق حكايتهن بالتفصيل: كيف اقتحمن هذا العمل؟ وما الدافع الذي كان وراء كل واحدة منهن ليسجلن أسماءهن في سجلات السلك القضائي بمحاكم الشارقة؟
اختارت دانة محمد المنصوري العمل في المجال القضائي لحبها له منذ الصغر، وتقول عن اختيارها هذا المجال: الجميع كان يستغرب من اختياري هذا التخصص الذي لا تطرقه النساء، لم أكن أعلم عن وظيفة أمينات السر إلا القليل، وعقب استلام العمل في الدائرة “الجزئية” خضعت وزميلاتي لدورة “أعوان القضاة” التأهيلية بالتنسيق مع إدارة المعهد القضائي في الشارقة، تعرفنا خلالها إلى أقسام المحكمة وأسس وقواعد عمل أمين السر المتمثل في مهام عديدة منها استلام القضايا الجديدة من الجدول، ومراجعة المستندات المرفقة والبيانات المدونة على الملف، وتحضير القضايا وإعدادها للعرض بالجلسة وإعداد كشف إلكتروني لعرضه على الشاشة خارج القاعة.
إن العمل في مثل هذه الوظيفة ليس بالأمر اليسير، وقد واجهتني بعض الصعوبات خلال بداية عملي، ولكن جهود زملائي أمناء السر في المحكمة ساهمت في تذليلها لتوجيههم الدائم لي وزميلاتي، وفي رأيي أن الأهم من ذلك هو أن الاستمرار في الوظيفة يحتاج إلى صبر ومثابرة، وأنا أستمتع بعملي ولا أشعر برهبة، والهدف الأساسي أن أثبت وجودي وجدارتي في العمل، وأن أحرص على التقدم فيه وتأديته على أكمل وجه، وسأسعى للوصول إلى طموحاتي وآمالي بأن أحقق المزيد من الإنجازات في مجالي، وآمل أن أكون جديرة بثقة رؤسائي.
دهشة المراجعين دخول خلود حسن الحوسني إلى هذا المجال لم يكن بالصدفة فهو مجال تخصصها كما تقول في تجربتها: توجهي في الدراسة كان نحو القانون، ومع مرور الوقت اختمرت فكرة العمل في المجال القضائي، وبالصدفة قبل فترة كنت أزور معرض الوظائف في “أرض المعارض باكسبو الشارقة” ووجدت في جناح وزارة العدل أن هناك وظائف سيعلن عنها قريباً، وبالفعل تشجعت لذلك وقدمت “السيرة الذاتية” ونسيت الأمر، وبعد فترة تم اخطاري بموعد الامتحان واجتزته وحصلت على الوظيفة.
في بداية العمل تم تدريبي مع 3 من زميلاتي على أبجديات مهام أمين السر، وخضت غمار العمل في الدائرة الجزئية (العمالية) كنت أرى أن هذه الوظيفة ستكون صعبة بالنسبة لي في البداية وبخاصة أنها تعتمد على تسجيل محضر القاضي وتنفيذ القرار، وكان اليوم الأول بالنسبة لي امتحاناً عصيباً، كان كل شيء داخل قاعة المحكمة غريباً علي، رأيت الدهشة في عيون المراجعين، أحسست ألسنتهم تكاد تنطق بعبارة “لماذا تجلس هذه السيدة لتدون كلام القاضي؟”.
وتضيف: إن طبيعة عملي تتمثل في عدة مهام منها على سبيل المثال تحرير الإعلانات الخاصة للقضايا الجديدة تمهيداً لدعوة الخصوم للحضور والمثول أمام المحكمة، وتدوين المحاضر وإثبات حضور الخصوم وأقوالهم وما يقدم منهم ورقم الصفحة واليوم والتاريخ وأعضاء الهيئة، وكتابة ذلك بدقة متناهية وفقاً لما جاء على لسان القاضي، وفي الختام لا بد من توقيع اسمي عليه وإلا أعتبر المحضر باطلاً، وخلال اليوم الواحد أقوم بتحرير ما بين 20  30 قضية، وقد تعاملت مع عدد من القضاة ووجدت منهم كل عون ومساندة.
وتواصل حديثها: لم أواجه أي صعوبات في إقناع أسرتي، بل كان لهم دور كبير في تشجيعي، وتركوا لي حرية الاختيار طالما أنني متمسكة بعاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا التي تربينا عليها.
وعن المكاسب التي جنتها من الانخراط في هذا العمل تقول: “اكتسبت خبرة صقلتني في مجال عملي ومنحتني ثقة كبيرة في نفسي، وجعلتني أعرف كيفية التعامل مع الآخر وأهمية الحفاظ على الأسرار والمستندات المهمة التي تخص القضايا، وأتمنى أن أوفق وزميلاتي في أداء المهام التي توكل إلينا”.
وعن التحاقها بهذه الوظيفة تقول أسماء علي راشد الشحي: الصدفة لها دور في ذلك، وهذا ما حدث بالنسبة لي فقد زرت معرض الوظائف في اكسبو الشارقة مع صديقاتي للتعرف إلى أجنحته المختلفة، وبالصدفة علمت أن هناك امتحاناً لعدد من الوظائف بمقر وزارة العدل في أبوظبي، تقدمت للالتحاق واجتزت امتحان القبول، وباشرت العمل في الدائرة (الكلية).
وتواصل: مهام عملي تتلخص في تسليم القضايا المفصول فيها للطباعة لنسخ الأحكام بموجب دفتر خاص، وتسليم القضايا لقلم الكتاب بعد طباعة الأحكام وتصحيحها والتوقيع عليها، وتلقي معاملات المتقاضين وطلباتهم بكافة أنواعها بعد التثبت من صفتهم، بالإضافة إلى مهام أخرى متفرقة.
وعن الصعوبات التي تواجهها تقول: بدايتي في العمل كانت متعبة وشاقة، ولكنني بالمثابرة والصبر تأكدت أنه لا يوجد فرق بين رجل وامرأة في هذا المجال، لا يمكن أن أبذل جهداً أقل لأنني أنثى، إنني أجتهد لأكون مثابرة في عملي وأبذل قصارى جهدي لأنجح وأتميز فيه، وبخاصة أن المهام التي توكل لي لا بد أن تنفذ بدقة تامة من دون أخطاء، لأن مجال القضاء فيه معايير عدلية دقيقة للعمل يجب أن نكون عند مستواها، وأفخر بأنني أعمل أمينة للسر، وقد أخبرت العديد من قريباتي وصديقاتي للالتحاق بهذا التخصص، لقد أضفت هذه الوظيفة الكثير على شخصيتي وكياني، وأشكر كل من ساهم في تدريبي وتأهيلي، وأجزل الشكر للقضاة الذين ساعدوني في تعريفي تفاصيل العمل بصبر، ووهبوني هذه الفرصة للتميز والنجاح. أنموذج المسؤولية بحسب القاضي محمد الكمالي رئيس محكمة الشارقة الاتحادية الابتدائية فإن الحاق العنصر النسائي بالعمل القضائي أمر مهم للغاية وتحديداً في وظيفة “أمين السر”.
ويؤكد مجدداً حرص الحكومة على إشراك المرأة في عمليات التنمية الشاملة ودورها الرئيسي في المجتمع، لقد اقتحمت المرأة الإماراتية مجال العمل في عدد من الميادين المهمة لتصبح وزيرة وعضوة في المجلس الوطني وهي الآن قاضية، ولا شك أن هذه التجربة ستكون محل اهتمام كبير من كافة العاملين لقياس مدى النجاح الذي حققته المرأة في هذا القطاع الحيوي.
من جهته أشار القاضي ياسر الأحمداوي رئيس الدائرة الجزئية الثانية المدنية في محكمة الشارقة إلى أن هؤلاء الموظفات أثبتن نجاحاً منذ التحاقهن بالعمل، وقد أبدين التزاماً واهتماماً كبيرين بالمهام الموكلة إليهن، مشيراً إلى أن البعض يعتقد بأن العنصر النسائي غير منتج ولكن العكس هو الصحيح، وأمينات السر بمحكمة الشارقة كن أنموذجاً رائعاً لتحمل مسؤولية العمل، مؤكداً أن المستقبل يحمل لهن الكثير في هذه الوظيفة.
ومن وجهة نظر خالد سليم سليمان (أمين سر الدائرة الكلية الأولى) أن الفتيات اللاتي التحقن بالعمل في وظائف “أمينات السر” أثبتن كفاءة تنم عن المسؤولية والمعرفة في هذا التخصص النادر والذي كان حكراً على الرجال، مضيفاً أن هذه الخطوة تؤكد دعم المرأة وجعلها عنصراً من ضمن تشكيل المحاكم، وينم عن حرص وزارة العدل لإرساء مبادئ المساواة بين الرجل والمرأة، وقد أظهرت الموظفات خلال الواقع العملي قدرتهن على إنجاز أعمالهن على أكمل وجه بنجاح وإتقان.
ويرى راشد علي حمد “أمين سر” الدائرة العمالية أن أمينات السر يمكن أن يؤدين عملهن بكفاءة واقتدار في مجال تلقي معاملات المتقاضين وطلباتهم بكافة أنواعها، بالإضافة إلى المهام الأخرى، ويتحفظ على تدوينهن المحاضر داخل الجلسات معللاً ذلك بأن تجربته في العمل طوال 14 سنة تؤكد أنه عمل شاق وصعب بالنسبة للنساء.
ويشير أحمد راشد طحنون أمين سر بالمحكمة إلى أن  أمينات السر بمجرد التحاقهن بالعمل أثبتن جدارة وتميزاً في مهام وواجبات العمل، وبخاصة في ظل وجود قضايا متعددة لكثير من الجنسيات المختلفة المقيمة بالدولة.

قانون بإنشاء مؤسسة دبي لتنمية المرأة
قانون اتحادي في شأن السلطة القضائية الاتحادية
قانون بشأن السلطة القضائية في مركز دبي المالي العالمي
قرار بتشكيل وفد للمشاركة في الاجتماع الرابع للمجموعة القانونية لمنظمة المرأة العربية
قرار بتشكيل وفد للمشاركة في الاجتماع الخامس للمجموعة القانونية لمنظمة المرأة العربية
قرار بإيفاد باحثة قانونية بإدارة التعاون الدولي والتخطيط للمشاركة في الاجتماع الثامن للمجموعة القانونية لمنظمة المرأة العربية
رئيس الدولة يصدر مرسوماً بتعيين أول قاضية في الدولة

المحكمة الاتحادية العليا   المحكمة العليا   أحكام الأحوال الشخصية   ع   عمل   اشتغال النساء

إقامة الحكم قضاءه برفض الدعوى على أن اشتغال الحاضنة لا يسقط عنها حضانتها طالما لم يثبت إخلالها بالتزامها نحو المحضون - سائغ.
راجع الحكم تفاصيل المبدأ

أحكام دبي   محكمة التمييز بدبي   تمييز جزائي   ق   قضاة

للقاضي الذي نظر الدعوى في أول درجات التقاضي ولم يبدِ فيها رأيًا أن يقضي فيها في ذات درجة التقاضي.
راجع الحكم  تفاصيل المبدأ

عدم تقيد القاضي بما تتضمنه حكم صادر في واقعة أخرى على ذات المتهم - قيام تناقض بين حكمه والحكم السابق صدور من القاضي لآخر - لا أثر له.
راجع الحكم  تفاصيل المبدأ